الخميس، 9 سبتمبر 2021

حوار: تسنيم طه: ثورة الشباب الباسل المملوء بالآمال العريضة قد انتصرت إلى حدٍ ما

 حوار / سماح عادل


1-
     متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

منذ صغري وأنا أحب التدوين وكتابة اليوميات، وكأنها حيلة عقلية لحفظ الذكريات، بحلوها ومرها، وتقنية لا واعية للتخلص من تراكم الأفكار. ومع كثرة القراءة في كتب الأدب، وخاصة بعد تخرجي من كلية الآداب، راودتني فكرة تجريب كتابة القصص. فكتبت أول قصة قصيرة عام 2007 (باللغة الفرنسية)، وكانت مجرد محاولة للمشاركة في مسابقة الفرنكوفونية التي نظمتها السفارة الفرنسية لطلاب الجامعات كل عام في شهر مارس، والتي بفوزي بها حصلتُ على فرصة زيارة فرنسا لأول مرة.  بعدها استمريتُ في الكتابة باللغة الفرنسية لسنوات (في محاولة لإتقان هذه اللغة)، قبل أن أقرر الكتابة باللغة العربية في عام 2013، بعد انتهائي من روايتي الأولى بالفرنسية، التي أحتفظ بها داخل درجٍ لحين موعد نشرها.

 

2-     في رواية " صنعاء القاهرة الخرطوم" ما سر اختيارك لتلك العواصم الثلاث لتدور بها أحداث الرواية؟

لو لم تصادف انبثاق فكرة الرواية في رأسي، أحداث حرب اليمن الأخيرة، لربما كانت الرواية ستستمى "الكويت-القاهرة-الخرطوم"، وذلك لوجود كثير من ذكريات طفولتي في مدينة الكويت، التي خرجنا منها ولم نعد إليها بسبب حرب الخليج الثانية عام 1990، وكثير من ذكريات في القاهرة خاصة في السنوات العشر الأخيرة عند مروري بها في كل مرة أنزل فيها إلى الخرطوم لقضاء الإجازة مع أهلي.

 

3-     في رواية " صنعاء القاهرة الخرطوم" اظهرت معرفة عميقة بشوارع وأماكن في اليمن ومصر هل عشت في هذه البلاد وارتبطت الأماكن فيها لديك بذكريات ما؟

بالنسبة للخرطوم (المدينة التي عشت فيها منذ سن الخامسة عشر وتلقيتُ فيها تعليمي الثانوي والجامعي)، والقاهرة (التي أعشقها كثيرًا) فأغلب الأماكن المذكورة في الرواية، هي أمكنة ترددت عليها ولدي فيها الكثير من الذكريات. أما بالنسبة لصنعاء، فهي مدينة لا أعرفها حتى الآن، وحلمتُ أن أزورها بشدة، وأتمنى أن يتحقق حملي يومًا ما.

 

4-     في رواية "صنعاء القاهرة الخرطوم" كانت هناك طاقة حكي، وتفاصيل كثيرة وثرية، ورسم عميق للشخصيات.. كم استغرقت في كتابتها وهل استعنت بشخصيات حقيقية من الواقع؟

الرواية أخذت مني أكثر من ثلاث سنوات قبل أن ترى النور. لكنني لم أشتغل عليها طوال هذه الفترة. فعندما انتهيتُ منها وبدأت ارسالها لدور النشر، كان يتوجب علي في كل مرة الانتظار لمدة ثلاث أسابيع أو شهر لحين تلقي الرد، ثم يئستُ من كثرة تلقي ردودًا بالرفض وتركتها جانبًا لفترة طويلة، قبل أن أعاود العمل عليها بصورة مكثفة طوال شهرين العام الماضي أثناء فترة حجر كرونا الأول عام 2020. أما بالنسبة للشخصيات، فهي مزيج بين الحقيقة والخيال، ومعظم القصص مستوحاة من الواقع.

 

5-     عن ثورة السودان بينت محاولات السلطة لإجهاضها، وإصرار الثوار وبسالتهم في مواجهة معاملة وحشية.. في رأيك هل أجهضت ثورة السودان أم انتصرت بمعنى ما؟

هذا سؤال ستجيب عليه الأيام.  وفي رأيي أن ثورة الشباب الباسل المملوء بالآمال العريضة قد انتصرت إلى حدٍ ما. وأتمنى ألا يُخزلوا وألا تضيع مجهوداتهم سدىً.

 

6-     في روايتك هل حاولت نقل معاناة النساء خاصة داخل منظومة الزواج، ونتيجة لضغوطات المجتمع وعاداته وتقاليده؟

نعم، حاولتُ نقل معاناة النساء داخل مؤسسة الزواج وخارجه بتناول مواضيع مختلفة منها العنف الزوجي، والخيانة الزوجية، وتعدد الزوجات، والعنوسة، وعدم إنجاب الولد. كما حاولتُ تسليط الضوء على معاناة وضغوطات مجتمعية طالت حتى الرجال، منها تدخل الآباء في قرارات أبناءهم من دراسة واختيار شريكة الحياة والالتزام بتنفيذ وصايا، وغيرها.

 

7-      ما تقييمك لحال الثقافة في السودان وتحت إطارها النقد والنشر. وهل اختلف حالها بعد الثورة الشعبية الكبيرة؟

أعتقد أن هناك نهضة ثقافية كبيرة. ربما يكون سببها شعور الكُتَّاب والأدباء ودور النشر باستردادهم لحريات كانت مقموعة.

 

8-     الكتاب السودانيون الذين استطاعوا الخروج بنصوصهم خارج حدود الوطن، والانتشار في البلدان الغربية هل واجهتهم صعوبات، وكيف يستقبل القارئ الغربي نصوصهم في رأيك؟

لا أظن أن هناك كاتب عربي لم يواجه صعوبات في مسيرته الأدبية. والقارئ الغربي لا يعرف من النصوص العربية سوى المترجمة إلى لغته.

 

9-      في باريس اهتم القراء بروايتك ضمن أعمال كتاب سودانيين كبار.. حدثينا عن تأثير ذلك عليك؟

كان ذلك شرفٌ كبيرٌ لي أن أجد روايتي بجوار روايات لكُتَّاب سودانيين معروفين لهم مكانتهم الأدبية في الوطن العربي، مثل أمير تاج السر، وعبد العزيز بركة ساكن، وأحمد الملك، وليلى أبو العلا، في إحدى مكتبات باريس العامة المهتمة بالأدب العربي.

 

10- في رأيك هل يعاني الأدب في منطقة الشرق في فكرة المناطقية بمعنى صعوبة تجاوزه حدود مجتمعه، وما الذي يمنع الأدب السوداني من الوصول إلى البلدان المجاورة؟

الموضوع نسبي، فهناك دور نشر استطاعت أن تتجاوز حدود الوطن العربي. وربما يكون العائق من وصول الأدب السوداني، المطبوع في السودان إلى الخارج، هو افتقاد تطوير وسائل التوزيع خارج الوطن.

 

11-  هناك تواصل كبير بين الكتاب والمثقفين السودانيين على شبكة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، حدثينا عن ذلك؟

 أعتقد أن للمنصة الرقيمة لمناقشة الروايات السودانية أكبر الفضل في هذا التواصل بين الكتاب والنقاد. فقد ساهمت في التعريف بكثير من الكتاب السودانيين. كما أن وسائل التواصل الاجتماعي مثل "فيس بوك" و"واتساب" و"زووم" وغيرها، ساعدت بشكل كبير في انتشار الندوات والمناقشات الأدبية وغيرها.  

 

12-  هل لديك أعمال جديدة؟  وماهي أحلامك ككاتبة؟

لدي قصص كثيرة ترتاح في دفاتري، ورواية ثانية أعمل عليها هذه الأيام.  

وأحلم بالكثير، وأركز على كتابة ما يثير شغفي وأحب أن أقرأه بين الكتب. 

وأتمنى أن يجد القارئ متعة وثقافة فيما أكتبه.

 

**-**

 نُشر في موقع "كتابات"، بتاريخ 9 يوليو 2021

لقراءة الحوار من مصدره: 

https://kitabat.com/cultural/%D9%85%D8%B9-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B3%D9%86%D9%8A%D9%85-%D8%B7%D9%87-%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%84/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق