بقلم/تسنيم طه
أخبرته بأنها قد أرسلت له على "واتساب"، فيديو لمقطعٍ مضحكٍ لممثلة كوميدية، تقترح على الجمهور الفرنسي، إن أرادوا
النجاة من الوباء، مغادرة الأراضي
الفرنسية والسفر إلى
بلاد الواق-الواق.
ولما سألها عمن تكون تلك الممثلة، أخبرته باسمها وهي تظن
بأنه سيبادلها الضحك بعد أن يشاهد المقطع. وخاب ظنها عند ملاحظة انصهار ملامح الفضول في وجهه إلى ملامح امتعاض فور نطقها لاسم الممثلة قبل أن يقول بأنها لم تثر ضحكه في
يوم من الأيام، وبأنه لا يحبها البتة.
فلاذت بصمتٍ محرج، وشرعت في تهدئة غيظها، بتذكير نفسها بأنه
ليس مفروضًا أن يُضحك زوجها ما يُضحكها، فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع.
وتذكرت حالها القديم مع والدتها، عندما كانت تتلهف للعودة من
مدرسة أم درمان الثانوية لتحتمي من حرارة الجو ببرودة مكيفات بيتهم في حي "وَدْ
نُوبَاوي"، لتجد أمها عاكفة على مشاهدة التلفاز، لتكرر منظر استغرابها منها
وهي تراها تضحك حتى البكاء، وتكاد تموت من القهقهة بصدق، رغم مشاهدتها، عشرات
المرات لمسرحيات عادل إمام: مدرسة المشاغبين، شاهد مشفش حاجة، الواد سيد الشغال،
والزعيم.
في تلك الفترة، من بداية التسعينات، عندما كان والدها يحتل
تلفاز الصالون، عاكفًا على مشاهدة قنوات الأخبار (الجزيرة، والعربية، والحرة،
والعالم) لمتابعة الحروب الأهلية، والنزاعات القبلية، والمعارك الطائفية، والتفجيرات
الإرهابية وغيرها من كوارث الوطن العربي، كانت أمها تنزرع أمام تفاز غرفتها
لمشاهدة تلك المسرحيات الكوميدية، تحت شعار "ضرب الهم بالفرح".
أحس الزوج بأن ردة فعله الباردة، أدخلت زوجته في صمتٍ مهيبٍ،
فحاول تدارك الموقف بالتبرير قائلًا بأنه لا يحب نجمًا كوميديًا إلا الجزائري
"رويشد". فتوقفت عن
قطم أظافرها وطالعته بدهشة، قبل أن تسأله إن كان قد أخفى عليها اجادته التحدث
باللهجة الجزائرية.
فابتسم وهز رأسه بالنفي ثم شرح بأنه لم يحتج يومًا لفهم
كلمات الممثل حتى يقع في حب طريقته
وفهم رسالته من نبرة صوته ولغة جسده وابتسامته الآسرة، والتأثر بعدوى ضحك أمها وهي
تموت من الضحك اثناء مشاهدتها لمسرحياته.
فلاذت بالصمت وشرعت في تخيل حال أم زوجها في الماضي، لتقارنه
مع حال أمها مع مسرحيات عادل إمام.
ولما طال صمتها سألها إن كانت قد سمعت من قبل بهذا
الفنان الأمازيغي مفرح قلوب الجزائريين. فهزت رأسها بالنفي، وأضافت مؤكدة عدم
اهتمامها يومًا بالكوميديا، وبأن فيديو الممثلة الكوميدية الفرنسية وصلها بالصدفة
ضمن فيديوهات يقترحها عليها يوتيوب، وبأنها تفضل الدراما لأنها تجعلها تبكي بصدق من
الأعماق.
فابتسم وسألها ممازحًا إن كانت كل النساء السودانيات نكديات
مثلها. فرمته بالوسادة، ووضحت له بأن عشقها للدراما جاء مؤخرًا بعد اكتشافها لقصص التراجيديا الإغريقية،
التي لم تدرسها في المدارس وهي صغيرة، لأن نظام التعليم السوداني لا يهتم كثيرًا
بقصص الميثولوجيا.
فتفرس في وجهها بفضولٍ، فبلعت ريقها وحكتْ له كيف أن
فضولها لاكتشاف تفاصيل أسطورة "الملك أوديب" وقصته مع "الاسفنكس"،
ثم تفاصيل حرب الآلهة التي دارت بين العمالقة والآلهة فوق جبل
"أوليمبوس" بقيادة أب الآلهة والبشر عند الإغريق "زيوس"، هي ما دفعها
لقراءة أشهر مؤلفي التراجيديا الإغريقية (إسخيلوس وسوفوكليس ويوربيديس) ثم هوميروس
(مؤلف ملحمتي الإلياذة والأوديسة) ، لتكتشف قصص شخصيات أخرى مثل "أنتيجون"، ابنة زواج المحارم غير مقصود بين الملك
أوديب ووالدته جوكاست، و"بينيلوبي"،
زوجة أوديسيوس الوفية، و"إفيجينيا"، ابنة أجَامِمْنـُون قائد الحملة
التي ذهبت لطروادة لاستعادة هيلين زوجة أخيه الملك مينلاوس، و"وبيرسيفون"
وقصة خطفها من قِبل إله العالم السفلي ومملكة الأموات، "هاديس".
صمتت برهة وكررت أسماء تلك الشخصيات ببطء، وكأنها تستعيد
مذاق حلوى لذيذة، قبل أن تؤكد له بأن تلك القصص العميقة، هي ما دفعها لإدمان حالة
البكاء بصدق، من أجل استشعار نبل الحزن، والشعور بالخفة بعد إفراغ الدموع.
بالتأكيد، لم يفهم كلماتها الطنانة الرنانة تلك، ليس فقط لأنه درس تلك
القصص أثناء طفولته ومراهقته ضمن حصص التاريخ في المدارس الإعدادية والثانوية،
ولكن أيضا لأنه رجل، ونادرًا ما يشعر الجال بمثل هذا التأثر وتلك العواطف الجياشة.
ولما لم يعقب على كلامها إلا بالتفرس في ملامحها
المتحمسة، لاذت بالصمت لالتقاط أنفاسها. ثم أضافت، لتوضح كيف أنتقى لها يوتيوب هذا
الفيديو، مفترضة أن يكون من كثرة مشاهدتها لبرامج "ميشيل دروكير" المذيع
مستضيف الممثلة الكوميدية، لاستلطافها له منذ سنوات، عندما كانت تشاهد برامجه على قناة
"تِيڤِي-سَانْكْ
مُونْدTV5 Monde- " في الخرطوم قبل مجيئها إلى فرنسا.
فسألها زوجها باستغراب وفضول عن معرفتها ببقية مقدمي
البرامج الفرنسيين، رغم أنه منذ زواجهما منذ عامين لم يرها يومًا تجلس أمام
التلفاز، فضلًا عن أنها لم تملك يومًا تلفازًا قط، ولم تطالبه يومًا بأن يقتنا
واحدًا.
فعدلت في جلستها، وحدثته بحماسٍ عن برامج المسابقات التي كانت تتابعها بانتظام، وعن "جوليان لوبيرز"
وبرنامجه "أسئلة لبطل- Questions pour un champion"، ثم عن "لوران روميجكو" وبرنامجه "حروف وأرقامDes chiffres
et des lettres- "، ثم عن "ناجي" وبرنامجه
"الجميع يريد أخذ مكانه-
Tout le monde
veut prendre sa place "، قبل أن تخبره بأنها تفضل هذا الأخير
، ليس لأنه أقربهم للفكاهة، ولكن لأن أصوله المصرية تذكرها بذكريات جميلة لها في
مدينة الإسكندرية، المدينة الساحرة التي وقعت في هواها أول مرة بعد مشاهدتها
لمسلسل "زيزينيا" ليحي الفخراني، ثم مشاهدتها لفيلم "ريا وسكينة"،
ثم قراءتها لروايات "مقهى سيليني" لأسماء الشيخ، و"لا أحد ينام في
الاسنكدرية" لإبراهيم عبد المجيد، و"عزازيل" ليوسف زيدان، قبل أن تبصم بالعشرة بأنها أجمل
مدينة فاقت جمال جميع المدن الساحلية التي زارتها (بورتسودان، وبرشلونة، ومارسيليا)
بعد زيارتها لها قبل خمس سنوات، برفقة أمها وأخوها الوحيد
وزوجته السورية التي التقاها في مدينة تورنتو بكندا، وبعد السباحة في بحرها والتمشي
في جميع أحيائها بحثًا عن آثار هيباتيا وكليوباترا.
تركها زوجها تكمل تغزلها في مدينة الاسكندرية، قبل أن يُبدي
دهشته مضيفًا بأنه كان يعتقد، طوال الوقت، أن المذيع ناجي منحدر من المغرب العربي،
وفي داخله حدسٌ قويٌ ربما يوشوش بأنه قد يكون جزائريًا، وبالتحديد أمازيغيًا من
منطقة "تِيزي وِزُو" كوالديه.
ولما انتبهت لأنه استخدم كلمة "والديه"، ولم
يقل "مثلي"، أدركتْ أن زوجها متوحد الهوية، وليس مثلها هي، متمزقة بين
هويات شتى لا تدري إلى أيهم ترسو: عربية أم افريقية؟ سودانية أم شايقية أم
حلفاوية؟
ففي السودان، أهل والدها ينادوها بـ"الحَلْفَاوية"
النوبية، وأهل أمها ينادونها بـ"الشَايْقِية"، رغم أنها لم تزر لا مدينة
"وادي حلفا" أو غيرها من مناطق النوبة، ولا منطقة "حِزِيمة"
أو غيرها من مناطق الشايقية، ورغم أنها لا تهتم لمعرفة تفاصيل قصة خزان "السد
العالي"، الذي أغرقت مياهه منطقة النوبة وطمست حضارتها في ستينات القرن
العشرين، ولا أسباب معركة "كورتي" التي حاربت فيها قبيلة "الشايقية"
جيوش الغزو المصري في عشرينات القرن التاسع عشر.
ولما رأت حماسة زوجها تتنامى وهو يتحدث عن ناجي، تعمدت إطراء
برنامجه، واعترفت بأنه قد أضاف لثقافتها العامة الكثير، قبل أن توضح عشقها منذ
صغرها لبرامج المسابقات، وأهمها برنامج "من سيربح المليون".
فانتفض الزوج
متحمسًا ليسألها بدهشة إن كانوا يعرفون هذا البرنامج في السودان، لتبتسم بطفولية،
وتجد له العذر بأنه ليس عربيًا، وبأنه لم ينشأ مثلها في الوطن العربي ليعرف أن
البرنامج الذي قدمه الإعلامي اللبناني "جورج قرداحي"، كان حديث الكل في
نهاية التسعينات.
فزوجها المولود في فرنسا، والذي لا يتقن حتى اللغة
الأمازيغية لغة أمه، لا يعتبر نفسه ينتمي للوطن العربي، رغم أن والديه رأيا النور
في "تِيزي وِزُو" بالجزائر، وأجداده الأمازيغ شاركوا في حرب التحرير مع
الجزائريين ليخرجوا المستعمر الفرنسي من بلد المليون شهيد.
واكتفت بهز رأسها بالإيجاب، لتتركه يواصل استعادة
ذكرياته بحماسٍ ليحدثها عن فترة ظهور برنامج " من سيربح المليون" في
فرنسا فور خروج النسخة الأصلية في بريطانيا. وتابعت بفرحٍ ملامحه وهي تكتسي فرحًا مع استعادته لذكرياته المصاحبة
لمشاهدته هذا البرنامج أيام كان يستعد لاجتياز امتحانات السنة الأخيرة في الجامعة للحصول
على البكالوريوس في الهندسة الإلكترونية، في الوقت الذي كانت فيه هي تنسج الأحلام
لدخول كلية هندسة الطيران.
ولم يوقف زوجها عن
الثرثرة الا مع ارتفاع أصوات صفافير الجيران وتصفيقاتهم التي تعلو كل مساءٍ في مثل
هذا الوقت.
إنها الثامنة تمامًا.
تابعت زوجها ينهض مسرعًا للخروج إلى البلكونة لكي يشارك الجيران التصفيق تشجيعًا وشكرًا
للطاقم الطبي الذين يعملون في المستشفيات من أجل انقاذ المصابين بفيروس كرونا،
لتجد فرصتها للنهوض وأداء صلاة المغرب، لشحن نفسها بطاقة سلام قبل أن تعود لتواصل الحديث
مع زوجها الذي لم تره منذ مدة بهذا الحماس.
لكن بعد انتهائها من الصلاة كان زوجها قد جلس في مكانه
المعهود، وامسك بهاتفه النقال ككل مساء، استعدادًا لقضاء أمسيته في لعبة
"كلاش أوف كلانكس". فانتابتها غيرة جديدة، رغم أنها في كل مرة تراه
فيها منغمسًا في هذه اللعبة وتشعر بالهجر، تقول لنفسها بأنه قد يحتاج بعض الترفيه،
وتذكر نفسها بأنها هي أيضًا تختلي بنفسها لمطالعة صفحتها على "فيس بوك"
لتنعم بلحظات تنسيها تعب اليوم في الدوام، وانخفاض طاقتها بسبب مقاطعتها لمئات
البشر داخل أنفاق المترو وداخل القطارات (التي أصبحت فارغة الآن بعد فرض الحجر
الصحي)، ولتنسيها أيضًا قلقها من عدم الحمل رغم مرور أكثر من عامين على زواجها، والاحراج
من الإجابة على سؤال والدتها كلما اتصلت بها: أها لسة ما بقيتوا تلاتة؟
بمرارةٍ، نظرت إلى زوجها، وتساءلت إن كانت ستشعر
بمثل تلك المشاعر لو كان بينهما طفل يبدد وحدتها؟
وتنامى شعورها بالمرارة والقهر عند تذكر عجزها جلب
والدتها (بسبب تكرر رفض طلبها فيزا الدخول لفرنسا) لكي تبقى معها فترة أطول، لا
تشعرها بالحرمان في كل مرةٍ يذهب زوجها لزيارة والديه، كل أسبوعين، في
مارسيليا.
ولما أحست بانخفاض طاقتها، عمدت لطرد تلك المشاعر
السلبية مقررًة افتعال حوار جديد مع زوجها يمكنها من الاستحواذ على اهتمامه. ولم
تدرِ أي موضوع يمكنه إضفاء الحماس على وجه زوجها كما فعل برنامج "من سيربح
الميون". وقبل أن تجد الإجابة انتفض زوجها فجأة، ووضع الهاتف
جانبًا وأسرع ليحلق ببعوضة طنت قريبًا من أذنه وابتعدت نحو النافذة حتى نجح في حبسها
بين كفيه قبل سحقها والصراخ بحماس: لقد أمسكتها.
فانفجرت ضاحكة من مظهره الطفولي، وتذكرت رحلتهما العام
الماضي إلى ايطاليا، لينتابها حدسٌ بأن هذا الموضوع سيعيد اهتمام زوجها اليها
وسينسيه لعبة كلاش أو كلانس.
وانتظرته حتى غسل يديه بالصابون من دم البعوضة، وعاد ليجلس
على الاريكة قبالتها، قبل أن تسأله إن كان يذكر كيف كان يقتل البعوض العام الماضي أثناء
اجازتها في المدينة العائمة.
فسرح الزوج بخياله وتذكر كيف كان يقضي الليل بطوله يطارد
البعوض تارة بأغطية السرير وتارة بالوسائد التي كانت تحدث ازعاجًا على جدار الغرفة
المجاورة، ليشتكي الجيران كل صباح من الازعاج الرهيب الذي يصدرونه أثناء الليل،
ويطالبونهم بأدب أن يكفوا عن ضرب الجدران.
لكن ظنها خاب بأن زوجها سيضحك كثيرًا مع تلك الذكرى، عند
رؤية ملامح الأسى تكتسي وجهه النحيل، قبل أن يفصح ليبدي أسفه على إيطاليا، أكثر
الدول الأوربية تضررًا من الوباء الذي حصد الوباء أرواح الملايين من سكانها، وخاصة
في تلك البقعة الشمالية، ليس بعيدًا من مكان اقامتهما العام الماضي.
فنهضت وجلست بجواره. ثم واسته بلمسة حنونة على ركبته
دون أن تنطق كلمة، لتتركه يواصل فضفضته وحزنه على ما آلت المدينة العائمة،
التي باتت خاوية على عروشها تُظهر كاميرات التلفاز شوارع خالية من أي حياة، بعد أن
كانت إحدى أكبر الوجهات السياحية في
العالم.
واصغت له باهتمام، إلى أن أكمل تحسره وتنفس الصعداء قبل
أن تمسك بيده لتقول كم أنهما كانا محظوظين، لتمكنهما من تحقيق حلمهما برؤية أعظم
تراث حضاري على الأرض، قبل أن يقف وباء كرونا حاجزًا أمام كثير من الأحلام
والمشاريع.
فتنهد بارتياح ليستعيد لحظاتهما عند ساحة "سان
ماركو"، وقصر "دوجي" ومراقبة البواخر تنزل آلاف السياح، ثم متحف
"غوغنهايم بيجي" وجسر "الريالتو" على القناة الكبرى الممتلئة
بقوارب للركاب وأخرى للبضائع وبقوارب الجندول الصغيرة تطوف بالعاشقين، قبل أن
يذكرها بحي المَعزِل "الغيتو"، أو حارة اليهود حيث جميع اللافتات
مكتوبة باللغة العبرية، ليطلق ضحكة عند تذكيرها بقرفها لما جاءها النادل بطلبها
للعشاء في أحد مطاعم ذلك الحي، لما ارادت أن تجرب الطبق المشتهرة به مدينة البندقية،
واكتشفت بأنه طبق اسباغيتي سوداء يسمى "Spaghetti al
Nero di Seppia" لم تلمسه بحجة أنه يذكرها بأفاعي
غابات نهر الأمازون.
فتحمست للحوار، وذكرته بخوف من الطائرة في رحلة عودتهما
لحظة اهتزازها إثر مرورها بمطب جوي قبل نزولها في مطار شارل ديغول بباريس، فضحك
معها كما لم يضحك من قبل، وأغلق هاتفه، والتفت نحوها بحماسٍ لاستعادة ذكريات نزهات
أمَاسي ڤِينِيسْيَا بين قنوات المدينة العائمة، واسترجاع منظر السكان الأصليين في
الأحياء الشمالية، وهم يجلسون على المطاعم والبارات طوال الليل يحتسون الجعة،
ويتحدثون ويقهقهون بأصوات عالية، لا تشبه همس الفرنسيين، وبقية سكان أوروبا
الشماليين.
وضحكت عيناه وهو يستعيد تعليقه لها ذات أمسية صاخبة، بأن
الطليان يشبهون العرب والأتراك في طريقة كلامهم أكثر من الأوربيون الذي يعشون
الهمس.
فعدلت في جلستها، واستدارت نحوه بفرحً طفوليٍ ممتنة في
داخلها لڤِينِيسْيَا وأماسيها، التي لولا ذكراها، لما كان لزوجها أن يترك هاتفه
وينسى وعادة انغماسه المسائي في ألعاب
افتراضية، ليوليها اهتمامه ويستعيد معها بصفاء أجمل الذكريات، بينما في هذه اللحظة،
قنوات التلفزة تنشر آخر احصائيات الوباء، والناس يتساءلون بهلعٍ عما إذا كانت
ستتسبب هذه الجائحة في نهاية العالم، مع سرعة انتشار "الفيروس" في جميع أنحاء
الكرة الأرضية.
**-**
تسنيم
بارييس/ 28 فبراير 2021
15:08
***
اللوحة تعرض الملك أوديب أمام الاسْفَانْكْسْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق