الثلاثاء، 19 مارس 2019

مقال : تأثير القواميس الإلكترونية على عملية الترجمة

بقلم/تسنيم طه 


قبلَ سنواتٍ معدودات، كان العالم يسمى" بالقريةِ الكونية، واليوم، وفي عصر التكنولوجية المتسارعة والثورة العلمية التي لم تشهد العصور مثلها نتيجة لسهولة انتشار المعلومة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من فيس بوك وواتساب وتويتر وانستجرام وغيرها، أصبح بالإمكان حمل هذه "القرية" بأكملها في الجيب والتنقل بها في كل وقت وحين ومتابعة ما يجري فيها لحظة بلحظة.

 ومع الوتيرة الواسعة الخطى لهذا العصر، وجد الانسان نفسه في دوامة سريعة لا تنتهي وإيقاع حياةٍ يكاد أن يصرعه. فهو في حالة عمل مستمر مذ أن يستيقظ إلى أن يخلد للنوم، بل وحتى أحلامه تحولت إلى كوابيس من العمل الدؤوب، فأصبح يعتقد أن 24 ساعة في اليوم لن تكفيه لإنجاز المهام التي أوكل بها نفسه حتى يواكب روح العصر، إذ عليه متابعة الأخبار ليعرف ما يدور حوله، وأن يذهب إلى العمل ليسكب لقمة عيشه، وأن يتواصل مع الأخرين الذين يلاحقونه بلا كلل ولا ملل بسبب تلك البرامج الالكترونية المجانية التي يحملونها في هواتفهم الذكية...إلخ،
وعندما أضحى في قناعة تامة بأنه لن يستطيع القيام بكل شيء بنفسه.
ومن هنا ولدت لديه الحاجةَ الماسة إلى استخدام الآلات والأجهزة الالكترونية التي تساعده في انهاء المهام الضرورية من كنس وغسل وطبخ...إلخ. ثم كبرت تلك الحاجات وتناسلت لتتجاوز الضروري منه إلى الكمالي. فبعد أن بات يمتلك ما يساعده في الاعمال المنزلية من غسالة أوتوماتيكية ومكنسة كهربائية وفرن وجهاز تحضير القهوة...إلخ، أصبح يحتاج إلى من يقوم بقراءة الإيميلات بدلاً عنه، بينما يقوم بتنظيف أسنانه في الليل، ولمن يترجم له الصفحات التي يتابع اخبارها بلغات أجنبية بينما يقوم بحلاقة ذقنه في الصباح أو تحضير طعام الإفطار ...وهكذا.
ومن ناحية أخرى وبعد أن أصبح العالم بلا حدود، وأضحى السفر عبر القارات أسهل من التنقل في شوارع مدينة واحدة في أزمنة غابرة، ولدت لدى هذا الانسان الجديد رغبات مُلحة في الترحال والتنقل بين البلدان لقضاء العُطَل والإجازات. وساعدته في ذلك عروض الإعلانات التي لا تفتأ تغزو عقله وتغريه بمتعة السفر وتسهيل وسائل الدفع...الخ.
ومن هنا لمعت في رأسه فكرة تعلم اللغات الأجنبية للتخاطب بسهولة مع أهل تلك البلاد عند زيارتهم في بلاهم لاكتشاف تراثهم وتذوق أطعمتهم. وكان الحل الأمثل لهذا الانسان الممزق بين اللهاث وراء العولمة وبين الوقت الذي لن يكفيه للذهاب إلى المدرسة أو المعهد، هو اللجوء إلى البرامج الإلكترونية المتخصصة في تعليم اللغات وإلى برامج الترجمة الآلية.
وهذه الأخيرة، ستكون موضوع هذا المقال. سوف نقوم، في الأسطر القليلةِ القادمة، بعرض بعض النماذج لأشهر القواميس والمعاجم الإلكترونية في مختلف اللغات. وسنحاول أن نتطرق إلى محاسن وعيوب استخداماتها، سواءً كانت ثنائية اللغة أم أحادية، ولكن من دون التوسع في شرح آليات عملها، تجنباً لتكرار ما تم توضيحه في مقالات أخرى من هذا العدد.
كما سنقوم، في نهاية المقال، باقتراح حلول قد يكون من شأنها حل بعض إشكاليات عمليات النقل (الترجمة) من لغةٍ إلى أخرى، بعد تقديم أشهر القواميس والمعاجم الإلكترونية. ولكن دعونا أولاً نقوم بعرض بعض المواقع الإلكترونية المتخصصة في تعليم اللغات الأجنبية.
أولًا: المواقع الالكترونية المتخصصة في تعليم اللغات الأجنبية:
نُقدم هذه المواقع، للمثال وليس للحصر، إذ في الحقيقة هناك مواقع أخرى كثيرة مرقمنة لتعلم اللغات الأجنبية. وقد صممت آليات هذه المواقع بطريقة فعالة ومسلية تساعد الطالب لتعلم اللغة التي يريدها بسهولة وبسرعة، إذا ما تمت مراعاة الاستمرارية في عملية التعلم. وذلك من خلال التمارين المتنوعة التي تقدمها في مجالات اللغة من تعبير كتابي، واستماع، وفهم للنصوص...إلخ، وأشهرها المواقع التالية:
1- موقع Busuu:
هو موقع يُقدم دورات تعليمية لغوية مجانية على الانترنت تشمل 12 لغة من ضمنها الفرنسية والإنجليزية والاسبانية والألمانية والروسية والتركية والصينية والعربية. كما يتيح فرصة تحميل التطبيق على الجوال للاستفادة منه اثناء التجوال. وهذا الموقع يُراعي المهارات الأربع لتعلم اللغات الأجنبية (ثلاثة مجانية: الكتابة والقراءة والاستماع) غير أنه يجب الدفع المُسبق للاستفادة من المهارة الرابعة (التعبير الشفهي وتصحيحه).
2- موقع Duolingo:
بالنسبة لهذا الموقع، فعملية التعلم تعتمد بشكل كبير عل الترجمة المباشرة، سواء للكلمات أو للجمل. وخلافاً لسابقه، فهو يفتقر إلى تطوير المهارات الأخرى في تعلم اللغات الأجنبية كالحوار والتعبير الشفهي. الا أنه يُركز على التمارين الكتابية، إذ على المتعلم أن يقوم بترجمة الجملة أو الكلمة وذلك بكتابتها في المكان المقابل للنص. وهذا يعتبر تمرينا جيدا للتدرُب على الترجمة الفورية وعلى الكتابة في آن معاً.
3- موقع Itlaki:
يتيح هذا الموقع، الذي يعمل على مبدأ الوسيط بين الطالب والمدرس، مساعدته للطلاب من خلال المحادثات الصوتية أو الكتابية حيث يمكنهم استخدام خاصية "البحث عن صديق لتعلم لغة" التي بواسطتها يمكنهم إيجاد العديد من الأصدقاء الذين على استعداد لتعليم لغتهم الأم في مقابل تعلم اللغة الأم للمتقدم. كما يوفر الموقع هذا الموقع العديد من الكتب التي يمكن تحميلها مجاناً.

4- موقع Babbel:
يساعد هذا البرنامج على تعليم 13 لغة منها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، وكذلك الإندونيسية والتركية والدنمركية.
ثانيًا: القواميس الإلكترونية والمعاجم المحوسبة:
1- ECTACO:
تعتبر شركةECTACO من أهم الشركات العالمية الرائدة في مجال تكنلوجية الترجمة الالكترونية، وذلك لما يقوم به المتخصصون (لغويين ومصممين) فيها من العمل على تطوير برمجيات الأجهزة الإلكترونية المحمولة. وتهتم هذه الشركة، التي حصلت على جوائز عديدة من الحكومة الأمريكية، بالجودة والنوعية وتحقيق فكرة الاتصال والتعاون الدولي، كما تسعى الى تزويد كل شخص من المبتدئين، بل وحتى المخصصين، بالوسائل الكافية التي يحتاجون اليها في السفر وفي العمل والتعلم والفهم. وتعتبر Lingvosoft أحد أهم برمجياتها المتطورة، وذلك لدورها الهام في برمجيات الشركة المبدعة والمزودة بلغة تشغيل واسعة الانتشار، ولما قدمته من مستحدثات في برمجيات Pocket PC و Palm OS وSymbian و Windows و SmartPhone. وقد أصدرت الشركة عدة أجيال من المعاجم الإلكترونية، نذكر منها:
- سلسلة أجيال X5/X8:
يعتبر هذا الجيل من الأدوات المهمة والأكثر نفعاً لمتعلمي اللغات الأجنبية. حيث يقدم عرضا ضخما من مصادر المعلومات الأساسية التي تمتلك مفرداتها مئات من الآلاف المدخلة في معجمها العام الى مفردات اصطلاحية متخصصة. بالإضافة الى وجود امكانات صوتية.
- سلسلة أجيال المعاجم الإلكترونية (800):
صممت موديلات هذا الجيل بشكل خاص للسياح وللطلاب الذي يحتاجون الى التخاطب بلغات أجنبية وبصورة فورة، اذ يحتوي هذا الجيل
على أكثر من 14 ألف عبارة متعلقة بالمواضيع السياحية والتي يتم نطقها بواسطة صوت حي لمتحدث من أبناء تلك اللغة. بالإضافة الى توفر ترجمة فورية ثنائية مدعومة بمعجم موسع.
- سلسلة أجيال B3:
هذا الجيل موجه أيضا للمسافر وهو متوفر كجهاز ثنائي اللغة أو متعدد اللغات الذي هدف مساعدة المسافر الى بلد لا يتقن لغته على إيجاد العون عند زيارته لبنك أو مطعم أو زيارة المعالم السياحية.
- سلسلة أجيال TL-2:
تعتبر مترجمات هذا الجيل من أهم وأحدث الكتب اللغوية. وذلك لما تمتاز به من القدرة على تمييز حديث الشخص المستخدم وترجمته الى اللغة الاجنبية ومن ثم قراءة تلك الترجمة باستخدام صوت حقيقي. وهي متاحة بمختلف اللغات وملائمة لكافة الاغراض، ابتداءً من المحادثات البسيطة وصولاً الى توجيه أعقد التعليمات تفصيليا. ولهذا تعد فهي من أكثر الاجهزة المحمولة القادرة على تلبية احتياجات المستهلك والأوسع انتشاراً.
- سلسلة أجيال 630/600:
تحتوي هذه السلسلة، المتينة في مجال التقنيات المحمولة، على عدد موسع من المفردات وقواعد اللغة الإنجليزية بالإضافة الى الاختبارات المعيارية المعتمدة. كما أنها مزودة بأكفأ وأسرع وظائف البحث التي تُتيح كل ما هو ضروري للمحادة الفورية والترجمة ثنائية الاتجاه.
- سلسلة أجيال 430/400:
تركز هذه السلسة، ذات التقنيات المتقدمة والمتعددة الجوانب والوظائف في نطاق الاعمال التجارية للمترجمات المحمولة، على إعطاء توضيحات فنية باللغات المتعددة لمنظمي الأعمال ( Business Organizers). وهذا ما يجعلها أكثر شيوعا واستخداما لذوى الاحتياجات التنفيذية. ويمكن الحصول على الاجهزة والبرامجيات من شركة ECTACO باللغات الآتية:-
الانجليزية، الفرنسية، الالمانية، الاسبانية، العبرية، العربية، الروسية، الفارسية، اليونانية، البرتغالية ، الايطالية، الهندية، البولندية، الالبانية، الارمنية، الاذربيجانية، البنغالية، البوسنية، البلغارية، الصينية المبسطة، الصينية التقليدية، الكرواتية، التشيكية، الدنماركية، الاستونية، الفلندية، الهنغارية، الإندونيسية، اليابانية، الكورية، اللاتينية، اللاتفية، الليتوانية، النرويجية ، الرومانية، الصربية، السلوفاكية، السلوفانية، السويدية، التغالوغ، التايوانية، التركية، الاوكرانية، الفيتنامية، اليديش.
كما يمكن ضغط كافة برامجيات Lingvo مع قواعد برمجية وبرامج تشغيل توفر للمستخدم مساحة واسعة من الاختيارات. كما تطرح برامجيات تطبيقية لــ 48 لغة لبرامج Windows، PalmOs، Smartphone، AppleIpot. كما عمل Lingvosoft على تطوير برامج حديثة للأجهزة المحمولة من حواسيب وهواتف وغيرها.
2- تطبيقات أندرويد المجانية للترجمة الفورية:
تمتاز معظم هذه التطبيقات، التي لا تحتاج إلى الاتصال بالإنترنت أثناء العمل، بالقدرة على ترجمة العبارات أثناء الاشتغال على تطبيقات أخرى، مثل فيس بوك وتويتر وغيرها. ولكن تجدر الإشارة إلى أن معظمها قد يحتاج ملفات اللغات المراد الترجمة اليها عند أول تشغيل. وأشهر هذه القواميس:
- مترجم جوجل " Google translate":
الذي يترجم فوريا النصوص وصور العبارات باللغة المختارة بل وحتى ترجمة العبارات المكتوبة بخط اليد على الجهاز. كما يقوم المترجم بنطق العبارات المترجمة لمعظم اللغات.
- مترجم Merrian Webster.
- مترجم Offline dictionaries
- مترجم Word web
- مترجم English-Arabic dictionary

3- تطبيقات أخرى مجانية:
- مترجم Babylon:
يعمل هذا البرنامج مع أو بدون اتصال بالإنترنت حيث يقدم نتائج فورية دون الحاجة إلى التنقل بين النوافذ وذلك بمجرد نقرة واحدة على الكلمة أو الجملة المطلوبة. وقد تم تطوير هذا البرنامج، الذي يقدم ترجمته بأكثر من 77 لغة، بأحدث تكنولوجيا الــ OCR (التعرف الضوئي للحروف). ومن خلال التعرف على النص المحيط بالمصطلح المراد ترجمته، يستطيع هذا البرنامج تقديم ترجمات في مستوى عالٍ من الدقة.
- مترجم Sysram:
يعتبر مترجم Sysram من عمالقة المترجمات الالكترونية في ترجمة المواقع والملفات والنصوص حيث يحتوي على قاموس للمصلحات ولا يحتاج للاتصال بالأنترنت. وتعتمد عليه أغلب وأشهر محركات البحث في الترجمة مثل شركة جوجل وشركه ياهو ووكالة لاستخبارات الأميركية وهو سهل ويدعم العديد من اللغات منها اللغة العربية. وهو يوفر الترجمة المزدوجة اللغات التالية: انجليزي/عربي، انجليزي/فرنسي، انجليزي/ ألماني، انجليزي/اسباني، انجليزي/روسي، انجليزي/إيطالي، انجليزي/سويدي، انجليزي/يوناني، انجليزي/بولندي، انجليزي/صيني، انجليزي/كوري، فرنسي/ألماني، فرنسي/برتقالي، فرنسي/اسباني، فرنسي/يوناني، إيطالي/الماني، برتقالي/الماني، اسباني/إيطالي، اسباني/برتقالي.
- القاموس الوارد الثنائي – الناطق:
صمم هذا القاموس خصيصًا للناطقين بالعربية ويشتمل على اللغات التالية: ( عربي / انجليزي، انجليزي / عربي، فرنسي / عربي، عربي / فرنسي، عربي / الماني، الماني / عربي، ايطالي / عربي، عربي / إيطالي، عربي / اسباني ، اسباني / عربي).

والسؤال الأول الذي يطرح نفسه هو: ما هي الفئات المعنية باستخدام القواميس والمعاجم الإلكترونية؟
هناك ثلاث فئات سنتعرض لها في هذا البحث وهم:
1- الهاوين.
2- الطلاب.
3- المحترفين (المترجمين).
تسري على الفئتين الأولى والثانية، نفس متطلبات المرحلة الأولى من عملية التعلم والتي تصحبها بلا شك الحاجة الماسة إلى استخدام قواميس ثنائية اللغة. وبهما سنبدأ، آخذين على سبيل المثال لا الحصر، الدارسين للغة العربية والناطقين بلغات أوروبية.
في دول الاتحاد الأوروبي، يكتشف الطلاب لغات جيرانهم، (من لغات لاتينية كالفرنسية أو الإسبانية أو الإيطالية...الخ، أو لغات جرمانية كالإنجليزية أو الألمانية أو الدنماركية...الخ)، منذ فجر المرحلة الثانوية. ففي فرنسا مثلاً، تُتاح للطلاب فرصة الاختيار لتعلم لغتين أجنبيتين في آنٍ معاً: انجليزي/ ألماني أو إسباني/إيطالي.
ومعظم هؤلاء الطلاب الذين غالبا ما سيتقنون واحدة على الأقل من هذه اللغات في المستقبل، لا يواجهون صعوبات جمة في بداية الدراسة، ذلك بفضل، أولًا، برامج التبادل الثقافي بين هذه البلدان التي توفر لهم فترات إقامة دراسية تعينهم على اكتشاف عادات وثقافات تلك اللغات، وثانيًا، لتشابه هذه اللغات (الأوروبية) فيما بينها نسبة لالتقائها في الأصل. ولكن دعونا نكتشف نوع الصعوبات التي يمكن أن يقابلونها عند تعلم أحد اللغات السامية وأكثرها انتشارًا كاللغة العربية.

الترجمة الإلكترونية من وإلى العربية:
سنقوم بتطبيق مثال بسيط على فئة دارسين مبتدئين وسنرى ماذا سيخرج معهم من نتائج أثناء استخدامهم للترجمة الفورية على مترجم Google.
ومثالنا هو التالي: (جملة: أنا مُتعَب) والتي تُترجم كالآتي:
1- الترجمة إلى الفرنسية= Je suis fatigué
2- الترجمة إلى الألمانية= Ich bin müde
3- الرجمة إلى الإنجليزية= I am tired
4- الترجمة إلى الاسبانية= Estoy cansado
إن أول ما يصيب الطالب بالدهشة هو عدم توافق عدد الكلمات في الجملة العربية (كلمتين) مع عدد الكلمات في الجمل السابقة (3 في كلٍ منها -باستثناء الاسبانية والتي سيأتي الحديث عنها لاحقًا).
ولأن الطالب، الذي افترضنا أنه ناطقٌ بالفرنسية ويجيد أو على علمٍ على الأقل بالإنجليزية والألمانية أو الاسبانية، لا يكون على دراية مسبقة بأحد سمات اللغة العربية من غياب فعل الكينونة في الجملة الإسمية (مبتدأ+خبر). ولهذا سيفترض أن هناك كلمة ناقصة وسيبذل جهدًا مضنيًا حتى يجدها. ولهذا سيلجأ إلى الترجمة الحرفية لكل مفردة على حدة حتى يتمكن من حل اللغز وإيجاد الكلمة المفقودة إلى أن يخرج بالنتائج التالية:
النتيجة الأولى:
كلمة " أنا" تقابلها المعاني التالية: (Je بالفرنسية ، Ich بالألمانية، I بالانجليزية).
النتيجة الثانية:
كلمة " متعب" تقابلها المعاني التالية: (fatigué بالفرنسية، müde بالألمانية، tired بالإنجليزية).
وهنا سيتأكد المستخدم أن الكلمة الناقصة في اللغة العربية هي ما يقابل الأفعال التالية: suis في الفرنسية، bin في الألمانية و am في الإنجليزية. وبالتأكيد لن يفوته أن يأخذ مصادر هذه الأفعال، ليرى الترجمة الى العربية، بيد أن المترجم الآلي لن يخرج له نفس المعاني. فبعد ترجمة الفعل من الفرنسية الى العربية يخرج بالمعنى التالي: être = وجوده، ومن الألمانية الى العربية سيجد الآتي: sein= له، ومن العربية الى الإنجليزية: to be= يكون. وهنا سيحاول مرة أخرى وسيضيف نقطة بعد كل كلمة متحايلًا على المترجم الآلي حتى تتوحد معه المعاني، وسيخرج بالنتيجة الثالثة:
معاني الأفعال "être، sein، to be " يقابلها في اللغة العربية الفعل " يكون". وسيوشك أن يؤكد هذا الظن لولا أن هذه النتيجة التي خرج بها ستتغير عندما يقوم بتحويل الجمل الثلاثة إلى الماضي.
فمن خلال الترجمة العكسية، أي من اللغة الفرنسية (لغته الأم) نحو اللغة العربية سيخرج بنتائج مختلفة وهي كالآتي: جملة " J’étais fatigué" تقابل جملة " كنت مُتعبًا" في اللغة العربية. ومجددًا ستعصف الحيرةُ برأسه عندما لا يرى ضمير المتكلم " أنا" في الجملة. فسيعاود الكرة من جديد وسيأخذ كلمة " كُنتُ" ويترجمها إلى اللغات الثلاث ولكن القاموس الإلكتروني سيخرج له نتائجًا لن ترضيه.
ما الذي يحدُث؟ إنه لا يفهم. والقاموس غير قادر لتوضيح هذا اللبس.
ما هذه الحيرة؟ كلمة "كُنتُ" تقابلها في الفرنسية كلمة "vous" وفي الألمانية كلمة "sie" وفي الإنجليزية كلمة " I was".
لا يمكن أن تكون هذه الترجمات صحيحة فهو على علمٍ مُسبق بأن " vous" بالفرنسية تقابل " sie" بالألمانية واللتان تدللان على ضمير المخاطب " أنتَ"، ولكنهما تختلفان في المعنى المقابل في الإنجليزية.
ولأنه يعرف مسبقًا أن جملته بالفرنسية " J’étais fatigué" تعني بالأنجليزية " I was tired" سيخرج بالنتيجة الرابعة:
- بما أن كلمة "كنت" بالعربية   تقابل جملة " I was" بالإنجليزية
- وبما أن كلمة جملة " I was" بالإنجليزية تقابل جملة "J’étais " بالفرنسية
- اذاً جملة " J’étais" بالفرنسية تقابل كلمة "كنت" بالعربية.
وهنا قد يفهم ضمنًا أن " كنت" ليست كلمةً واحدة وانما كلمتان تقابلان في الفرنسية " Je+étais" ولكن القاموس الإلكتروني لن يُفسر له أن "تاء" المتكلم، توحي بالضير "أنا"، الذي أصابه منذ البداية بالحيرة باختفائه من الجملة.
وهذه ستكون مرحلة أخرى سيكتشف فيها النحو والصرف العربي والتي لن يسعنا المجال هنا للتحدث عنها بإسهاب.
أما بالنسبةِ لمتعلم اللغة العربية والناطق بالإسبانية، فسيواجه نوعًا آخر من الإشكاليات، أولها تطابق عدد الكلمات في الجملتين.
فعند ترجمة المثال السابق، نجد أن جملة " أنا مُتعبٌ" تقابلها بالإسبانية جملة " Estoy cansado". وهنا إذا اعتبر الطالب، أن كلمة " أنا" توازي كلمة " Estoy" وكلمة "مُتعب توازي كلمة " cansado" يكون قد وقع في أول الفخوخ، ذلك أن من سمات اللغة العربية غياب فعل الكينونة في الجملة الإسمية ومن سمات اللغة الاسبانية غياب الضمير ومن هنا تكون حساباته خاطئة.
ودون الإسهاب في شرح آليات عمل هذه القواميس وأليات تغذيتها بالمعلومات، سنكتفي بالإشارة إلى أن التحليل المعجمي، وتفكيك النص إلى وحدات، ثم تفكيك المفردة الكتابية إلى اجزائها التركيبة المختلفة من مدخلات وملحقات دخيلة على الكلمات الاصلية، كالزوائد والتوابع واللواحق والسوابق، التي تفرضها الطبيعة الصرفية والاعرابية للجملة، يمكنه أن يزيل بعض الالتباسات التي قد تحدث نتيجة الاختلافات في السّمات التّمايزيّة لكل لغة.

ماهي الحلول اذاً لتجاوز  هذه الالتباسات؟
-          فئة الطلاب:
يكمن الحل الأمثل في تنويع البرامج المساندة التي من شأنها المساهمة في فك شفرات اللغة العربية في المجالات المختلفة (صرفية ونحوية ودلالية). ذلك أن الأجهزة الالكترونية قد لا تمتلك الذكاء الكافي الذي يمكنها من احتواء برنامج واحد يجمع كل تلك المعطيات من محللات صرفية، بشقيها التركيبي والتحليلي، ومحللات نحوية شاملة للدقيق النحوي من تشكيل واعراب، ومدققات إملائية. وعليه، فإن الاستعانة بقواميس، كقاموس متخصص في تصحيح الأخطاء الاملائية، وأخر يعمل على تصحيح الأخطاء النحوية وثالث لترجمة المفردات والمصلحات، يمكنها أن تساعد في الوصول إلى فهم المعنى المقصود أو معنىً أقرب إلى المعنى الصحيح.
أما فيما يختص بالنظام الصوتي في اللغة العربية، فإن القاموس الآلي سيجهل لا محالة تحديد النبرات وسيخلط في نطق الجُمل أو الكلمات وسيصعب عليه التفريق بين جملة استفهامية، أو جملة تعجبية، أو جملة إثبات، ناهيك عن عدم توضيح الصوامت والصوائت وكيفية نطق كلاً منها على حدة، سواءً كان مفرداً أم في سياقات مختلفة.
لهذا قد يكون اللجوء الى سماع التسجيلات ومشاهدة الفيديوهات حلًا مناسبًا للتعرف على النظام الصوتي للغة العربية وذلك عبر الاستماع إلى الكلمات في سياقات مختلفة لمعرفة النبرات المتباينة التي تصاحبها.

-         فئة المحترفين:
وبالنسبة لهذه الشريحة، والتي يفترض أن يكون قد تجاوزت مرحلة الغموض في التعامل مع اللغة الهدف، فإن هناك مشاكل أخرى ثقافية قد تقف حائلًا أمامهم، سواءً كان ذلك يتعلق بنصٍ أو بكلام منقولٍ إلى العربية، أو منقول منها إلى لغات أخرى.
ولكن دعونا أولا قبل أن نتطرق إلى موضوع الثقافة، أن نقدم بعض المواقع المتخصصة (في الترجمة من الإنجليزية على سبيل المثال) التي من شأنها تقديم بعض الحلول الناجعة للمحترفين وتسهل لهم علمية الترجمة. ومن هذه المواقع نذكر:
مواقع لتصحيح الأخطاء النحوية والإملائية:
1- www.Spellecheckplus.com
2- www. Onlinecorrection.com
3- www. Grammarcheck.net
4- www. Grammarly.com
مواقع لمعاني الكلمات والمصطلحات:
- موقع worreference.com.www
مواقع احترافية للترجمة :
1- www.Freetranslation.com
2- www.Translation paralink.com
3- www. Babelfish.com
4- www. Reverso.net/texte_translation
والآن لنعرج إلى الاستخدامات الثقافية للمصلحات وما يمكن أن يصاحبها من خلط والتباس في الفهم والادراك للمعنى المراد. ولنأخذ بعض الأمثلة حتى نوضح دور البعد الثقافي والاستخدام المجتمعي اللذان بمقدورهما تغيير المعاني الأصلية للمصلحات وللمفردات.
المثال الأول، كلمة "Gay" في اللغة الإنجليزية:
إن معنى هذه الكلمة في الإنجليزية الحديثة يدلل على "المثلية الجنسية" غير أن الكلمة في الأصل تعني "مرح"، ولكن اليوم سيكون من النادر وجود كلمة "مرح" في القواميس الإلكترونية.
ولهذا، لن يكون بإمكان متعلم اللغة الإنجليزية اليوم أن يستخدم الكلمة ليدلل على حالة مرحه. فإذا قال I’am gay، سيفهم في الحال أنه مِثلي، ولن يذهب تفكير السامع على أن المتحدث يريد أن يقول إنه يشعر بالمرح أو الفرح أو غيرها من المترادفات.
المثال الثاني، كلمة "جهاد" في اللغة العربية:
إن هذه الكلمة التي تحمل في الأصل معانيٍ نبيلة من مجاهدة للنفس ونكران للذات بُغية الترفع عن الصفات الدنيئة من حقد وحسد وغيرة بنية قيادتها والارتقاء بها عن نزعاتها البدائية من غضب ورغبة في الانتقام وجشع وكسل وحب ظهور بين الناس...وغيرها، أصبحت اليوم تحمل معنى آخر منفرًا وداعيًا للتوجس والريبة، وهو الإرهاب.
لذلك مهما يكون قد سمع عن هذه المعاني النبيلة للكلمة، فإن متعلم اللغة العربية اليوم، بل حتى أبناؤها المتحدثون بها، لن يستطيع أن يستخدم هذه الكلمة دون أن يترك في أذن السامع صدىً عن الإرهاب والتفجيرات وأصحاب اللِحى حاملي المصاحف والسيوف والمهددين بالقتل والابادة...إلخ.
ومن هنا، سينقب المتعلم الجديد للغة العربية عن كلمة أخرى تعني ترويض النفس تجنبه استخدام كلمة "جهاد"، كما سيفعل متعلم اللغة الإنجليزية ليتجنب استخدام كلمة "Gay"، وان كانوا في قرارة أنفسهم يعرفون المعاني الحقيقية لهذه الكلمات.
ولكي نوضح أكثر أن اللغة تحمل في طياتها الثقافة، سنضرب مثالاً ثالثاً يختص بتداول مصطلح ثقافي عربي قد يجهله أبناء اللغة العربية أنفسهم، وهو استخدام كلمة "شمار".
فعند البحث عن معنى الكلمة في القواميس الإلكترونية سنحصل على المعاني التالية:
معجم المعاني الجامع، معجم عربي /عربي:
شَمار: اسم
الشَّمار: بقلة عشبية من فصيلة الخيميات، منه نوع حلو يزرع يؤكل زرقه وسوقه نيئا، ونوع آخر سكريّ يؤكل مطبوخًا.
المعجم الغني:
شَمار: النبات، بقل حلو من الفصيلة الخيمية، منه نوع حلو يزرع يؤكل زرقه وسوقه نيئا، ونوع آخر سكريّ يؤكل مطبوخًا.
معجم اللغة العربية المعاصر:
شَمار: هو الرازيانج عند أهل مصر والشام.
معجم الأعشاب: نبات أصفر الزهر أخضر الحب له فوائد طبية.
المعجم الرائد: بقلة من الفصيلة الخيمية، ومنه نوع حلو يزرع يؤكل زرقه وسوقه نيئا، ونوع آخر سكريّ يؤكل مطبوخًا.
كل تلك المعاجم قدمت وصفًا تفصيليًا للنبتة في كل ما يخص شكلها ولونها وطعهما. ولكن أياً من هذه القواميس لم يتطرق إلى احتمال استخداماتٍ ثقافية لهذه الكلمة. فمثلًا، إذا ذهبت إلى السودان وسمعت أحدهم يقول لشخصٍ ما: " خَلِي الشمار"، فلا يذهبن تفكيرك إلى هذه النبتة مطلقًا. ذلك أن السودانيون يستخدمون هذه الكلمة ليدللوا على الفضول والتطفل. بهذا سيقابل جملة "خَلِي الشمار" المعنى الفصيح: "دَع الفضول". وهذا المثال، انما هو للتوضيح فقط وليس للحصر، إذ أن الأمثلة كثيرة ولكن المجال لا يتسع لها.
باختصار، نود القول أن المعجم الإلكتروني مهما كان شاملاً لمدلولات اللغة ومفرداتها، تبقى هناك مسألة الثقافة من المسائل التي يصعب الإحاطة بها كليًا، كونها من الأمور المتجددة باستمرار.

لماذا تعتبر القواميس أحادية اللغة الحل الأمثل؟
دعونا أولاً، قبل أن نميل إلى شرح مزايا استخدام المعجم الأحادي، أن نقدم بعض هذه أشهر هذا القواميس الإلكترونية أحادية اللغة. بالإضافة لقواميس اللغة العربية الأحادية مثل المعجم الوسيط والمعجم الجامع ومختار الصحاح واللغة العربية المعاصر والغني، هناك المعاجم الإلكترونية أخرى المتخصصة في اللغات الأجنبية، ونذكر من تلك المعجم الأمثلة التالية:
قاموس Larrousseفي اللغة الفرنسية، قاموسTheFreeDictionnary في اللغات التالية:
الإنجليزية، الإسبانية، الألمانية، الفرنسية، الإيطالية، الصينية، البولندية، البرتغالية، الهولندية، النرويجية، اليونانية، الروسية، التركية، والعبرية.

مميزات استخدام المعجم الأحادي:
تعتبر القواميس أحادية اللغة أكثر تقادماً وتميزاً من القواميس الأخرى كونها تحتوي على العديد من الأمثلة التوضيحية للاستخدامات المختلفة لكل كلمة. هذا وبالإضافة إلى أنها تُعَرِّف بصورة أفضل العبارات الاصطلاحية، وقد تتوفر على طرق أكثر دقة فيما يخص نطق الكلمات. وهذه الشروح المفصلة من شأنها أن تُثري المخزون اللغوي للفرد، وأن تعلمه الاستعمال الصحيح للكلمة في السياق المرغوب.
على سبيل المثال إذا قمت بقراءة شرح الكلمة الفرنسية " Colporteur" في قاموس Larousse الأحادي اللغة ستجد الشرح التالي:
Marchand ambulant qui proposait les marchandises à domicile.
بهذه التوضيحات الكاملة والدقيقة التي يقدمها القاموس، سيتعلم الشخص القواعد السليمة للجملة كما سيتعلم الاستخدام الصحيح للكمات. وإذا لم
يتعرف مثلاً على كلمة marchandise في المثال أعلاه، سيعاود الكرة ويذهب للبحث عن الكلمة في القاموس ليجد الشرح التالي:
Marchandise : Ce qui se vend et s'achète.
هنا بدلاً من التعرف على معنى كلمة واحدة (colporteur= بائع متجول)، سيضيف إلى مخزونه اللغوي كلمة إضافية
(marchandise= بضائع). ليس هذا فحسب، بل يكون قد تعرف أيضاً على صيغٍ جديدة لاستخدام الأفعال (vender/يبيع وacheter / يشتري) وذلك بعدما يكون قد فهم أن جملة Ce qui se vend et s’achète تعني كل ما يُباع ويُشترى. وان يكن على معرفة مسبقة بمعنى هذين الفعلين سيعاود الكرة مرة ثالثة وستتوالى عمليات الإثراء للمخزون اللغوي.
في الختام، علينا الاعتراف بأن تطبيق قواعد ومعايير الترجمة البشرية على قواميس الترجمة الألية يظل من الصعوبة بمكان بحيث لا يمكن الإحاطة به في أسطر معدودات، ذلك أن مدارس الترجمة قد تنوعت فيما بينها، اتفقت أحياناً واختلفت في أحايين كثيرة، في تحديد معايير النقل من لغة إلى أخرى من أجل تفادي خيانة النص أو الكلام المنقول.
وتكمن الصعوبة في أنه حتى في اللغة الواحدة قد يتم ترجمة بعض الجمل والكلمات بصورة خاطئة مما قد يعوق وصول الرسائل بشكل صحيح، ويتسبب في الوقوع في الحيرة، دافعًا بالسامع أو القارئ في أن يتساءل عن مقصد محدثه أو ماذا قصده الكاتب بجملة أو بكلمة ما عندما قام بكتابة النص. وتلك الصعوبات تتمثل في أن المعاني لا تصل فقط عبر الكلمات المكتوبة أو المنطوقة، بل تنتقل عبر وسائل اتصال أخرى أقوى وأبلغ، مثل لغة العيون وحركات الجسد وفترات الراحةِ بين الجُمل، بل وحتى الصمتُ أحياناً.
وللأسف، كل هذه السمات لا يمكن تخزينها في قاموسٍ مُحوسب كونها عبارة عن منتوج إنساني بحت مصنعه الوحيد النفس البشرية وما يخالجها من عواطف وأحاسيس اثناء النطق بالكلمات أو عند القيام بكتابتها.
ولهذا احتاج الإنسان منذ الأزل إلى فك هذا اللبس في فهم الآخر. فأصبح يبحث ويخترع ما يمكنه من سبر أغوار ذلك الغموض. وأضحى يقوم بالإحصاءات والتجميع والتدوين، ووضَع المعاجم والقواميس والموسوعات لكي يُحسن تواصله مع العالم ويبدد له شبح الخوف من العزلة التي قد تضربها عليه عدم القدرة على فهم المقصود. والحواسيب، وان كانت تمتاز بذكاء منطقي فائق القدرات، إلا انها تفتقد إلى الذكاء الطبيعي المركب الذي يمتلكه الانسان والذي بواسطته يستطيع إدراك فهم اللغات غير منطوقة. وهذا ما أشار إليه الكاتب الأمريكي والعالم الانثروبولوجي"Edward T.Hall"، في كتابه " اللغة الصامتة - The silent language" والذي يضيف فيه بُعدًا آخر من الأبعاد المهمة في عملية التواصل.
وهذه اللغةُ الصامتة، والتي تعتبر المكون الأساسي للغات البشر، ليست مادةً جامدة يمكن تلقينها إلى الحواسيب بسهولة كمادة كالرياضيات أو المنطق، إذ أنها منتوجٌ إنساني خالص يحمل في طياته ثقافة المتكلم، بل وتاريخه أيضًا.
وهنا سؤال أخير يطرح نفسه وهو:

هل سيأتي يومٌ يُمكن فيه تعليمُ الآلة هذه " اللغةُ الصامتة – The silent language  "، وما يتبعها من مدلولات ثقافية وتاريخية واجتماعية وعاطفية؟

  
قد تحتاج الإجابة على هذا السؤال أطروحة دكتوراه كاملة. فليمضي الباحثون اذًا قُدمًا في تنفيذ هذا المشروع الكبير.


 **-**
باريس 
19 مارس 2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق