الثلاثاء، 18 نوفمبر 2025

"قراءة في رواية "حَفِيدَةُ غُرْدُون بَاشَا"/ حبيبة المحرزي

 







قبل البدء

إن المقبل على قراءة الرواية سيتوقف ذهنه لحظات من مجرد تحديد الهوية للكاتبة "السودانية" ،ليقفز ذهنه الى السودان وصور الدموع والبكاء والنحيب والموت والدمار التي ما تزال تقتحم مخيلة القارئ القريبة جدا والتي تنقلها في كل آن وسائل الإعلام كمادة إعلامية دسمة تحقق نسبا عالية من المشاهدات "مصائب قوم" ، ليصاب القارئ بارتباك يحيله على استفهام جذري وبصره يرتطم بالعنوان المتورط في ماض ليس اجمل من الحاضر " ماذا ستقول "حفيدة " سودانية عن الماضي كله في إحالة مباشرة على "جد" هو الشاهد الغائب الحاضر كدليل عن كل ما فات ولم ينقض إلى اليوم ؟

وان كان العنوان لا يحدد المكان فإن الشخصية المضافة إليها الحفيدة هي الأساس في هذا الخضم المتوتر.

ومن هذا المنطلق لابد من معرفة هذه الركيزة التي التحقت بها الساردة وفق توظيف نحوي لغوي بيّن.

*الشخصيتان الرئيسيتان

"غردون باشا" هو الجد الحاضر الغائب، هو ضابط بريطاني لقبه الأتراك "باشا" أثناء صولاته وجولاته في السودان. هو قائد عسكري بريطاني تولى قمع الثورة الصينية "تايينغ" ثم عينه الخديوي اسماعيل حاكما للسودان من 1877 إلى 1880.

اين حاول اصلاح الإدارة والغاء تجارة الرقيق لكنه واجه فسادا وفوضى عارمة. تقول في الصفحة على لسان احد المجرمين "انت أوروبية، لا يمكن أن تباعي جارية في سوق النخاسة .."

وقد قتل الجد سنة 1885بعد أن حوصرت الخرطوم أكثر من عشرة أشهر اثناء الثورة المهدية عندما ارسلته بريطانيا لإجلاء الرعايا البريطانيين ، لكنه قرر البقاء والدفاع عن المدينة. إذن الجد مخضرم الرمزية التاريخية ففي الغرب هو بطل تراجيدي ، رجل شجاع قتل وهو يؤدي واجبه.  في السودان: هو رمز لفترة الحكم التركي المصري والتدخل البريطاني ولحظة انتصار الثورة المهدية .

"-ست النفور "

هي ليست مجرد ساردة للأحداث بل هي جسد يتذكر ويحاول بناء ذاته من خلال السرد .إذ تتحول من مجرد السرد إلى تفكيك صورتها، تاريخها، علاقتها بالماضي وبكل ما تحملته نسبتها إلى "غردون باشا" من دلالات استعمارية تعسفية ثم إصلاحية دفاعية.

الساردة تتقلب بين ماض خام رمادي بين التعسف واللين الفساد والصلاح وبين حاضر مضرج بالانقسامات الأيديولوجية المتوحشة .

الساردة لا تأخذ قصص التاريخ كوثائق وانما كمساءلة في قالب نقدي للحيثيات والأسباب والنتائج، وهي بذلك لا تشكو وانما هي في موضع الفهم والمقاومة الناعمة من خلال الوعي والكتابة.

من خلال الساردة يقف المتلقي على حالة الاضطراب الذي يعيشه السودان جراء الإرث الاستعماري الذي يمتد ليصبح حالة اجتماعية ممتدة تخشى العنف وتمارسه ضد الآخر احيانا دون سبب الا كونه لا يدين بدينه ولا يعبد ما يعبده هو.

"ست النفور" تظهر كشخصية متوترة جراء النسب الذي يأخذها إلى الخارج إلى الغرب من جهة والانتماء إلى السودان بلد الأجداد والنشأة، من جهة اخرى.

هذا التوتر جعل الساردة مشوشة الفكر وهي تنقل مسيرتها الآنية، ليكون الاسترجاع هو الكفيل بتوضيح ما فات كي تقيس المسافة بين الماضي والحاضر دون ترتيب أو تنظيم وقد تتعسف على الأحداث بسردها، لا وفق تواترها الزمني الفعليّ، وانما من منظارها هي كراو شخصية، وبذلك تكون فاعلة في صناعة الحقيقة لا مجرد ناقلة لها فتنتج للمتلقي سردا إنسانياً جديدا، قد يجانب الحقيقة والواقع في عديد المحطات. وهي كامرأة فاعلة ترد على المجتمع الذي يغيب المرأة من الفعل الثقافي والاجتماعي والسياسي

"ست النفور" ليست مجرد شخصية روائية وانما هي ساردة تكتب وهي تبحث عن ذاتها وعن الحقيقة المنقوصة والمفروضة من الاقوى الرابح في النزاعات خاصة . فالكتابة عندها ليست تاريخا وتوثيقها وانما هي رحلة تأمل وبحث داخل تاريخ المجتمع و تاريخ عائلتها الممزق بين إرث استعماري غريب وواقع اجتماعي محلي متوتّر قائم على الصراع ، هذا التذبذب والتشظي يدفع الساردة لتلتقط الحكايات الشفوية التي تحتفظ بها النساء، لفهم هويتها وتحريرها من ثقل الماضي لتعيد رواية التاريخ بصوتها الخاص وتحول الجرح القديم إلى وعي جديد يتجاوز المحن لبناء مستقبل اجمل يعم فيه السلام والوئام.

هذا الثقل التاريخي المتصدع هو الذي سيدفع بالكتابة إلى اتباع تقنيات سردية حداثية، إذ نجد السرد وراءه سرد آخر، اي أن القصة الإطار تحيل على قصة أو هي قصص أخرى داخلها باعتماد الاسترجاع وجعله ركيزة لحاضر مشوّه هو الآخر.

الساردة "أحيت " الجد الذي تريد ان يبارك ارتباطها " بكيدان " المسلم ستكتب عن عائلتها، حتى زمن الكتابة حولته إلى فعل للخلق الذاتي في إطار ما وراء السرد في منحى علاجي جماعي لمجتمع لم يتصالح بعد مع ماضيه وتاريخه القريب والبعيد.

الكاتبة ترفض فكرة النقاء القومي الذي فتك بهذا الشعب وجعل بعضه عدوا لبعض. تلك العقلية التي اعتنقها هتلر إيمانا منه أن السلالة الألمانية هي الأنقى والاجدر بالبقاء والسيطرة على الدنيا كلها.

-الزمكان في الرواية:

تنطلق الاحداث من محطة القطار التي توفرت فيها كل مقومات الصراع والعنف بمعجم ينقل ساخة حرب ساخنة تقول في الصفحة 12:

لم اخرج من هلعي، الا بهلع جديد عند تصاعد أصوات هرج ومرج وجلبة سبقت ظهور أفواج جنود مدججين بالسلاح ....تسبقهم سحب الغبار التي اثارتها حوافر جيادهم الضخمة "

ثم ان الساردة في هذه الفترة تستحضر الماضي المرتبط بطاغية كرمز للفاشية التي خرمت الدنيا في بدايات القرن العشرين فالقول :

_يحيى موسوليني ...

تحدد الساردة الزمن المقصود باصرار وترصد.

 فالازمنة ستتلاحق حينا وتتقاطع حينا اخر برهانا على هذا التوتر الذي يتملك الساردة التي تصاحب حبيبا لتكون البداية عاطفية وجدانية تتقاطع مع الظروف المنتقاة عبر تاريخ دموي أليم.

 الساردة تسعى إلى وصف جمال السودان وتنوع الطبيعة فيه وهي تذكر المناطق والقرى والفيافي بمسمياتها تقول في صفحة 17:

_" حاثا اياه على مواصلة الركض بنا في شسوع رمال " بر الدناكل" الذهبية" ثمّ" كيف تجاوزنا صحراء الدناكل وعبر الحدود الايريترية السودانية وقطعنا فيافي شرقي السودان من كسلا.....

ختاما يمكننا القول إن هذه الرواية مثلت انتقالا نوعيا. من الرواية التاريخية إلى رواية ما بعد الحرب برغبة في مصالحة اجتماعية تقبل التعايش بين الفئات كلها بعيدا عن عقد التفوق والرغبة في إزاحة الآخر لمجرد انه مختلف عنه..

من خلال حفيدة تبحث عن أصلها وفصلها عرفنا قصة السودان وسبب همومها ومعاناتها على مر العصور.


حبيبة المحرزي/ تونس


السبت، 15 نوفمبر 2025

قراءة في رواية "حَفِيدَةُ غُرْدُون بَاشَا"/جدوى عبود

رواية طويلة بعدد صفحاتها؛ خاطفة ثريّة أخذتني إلى دهشة التدفق السردي؛ بأسلوب فيه الكثير من التحكّم والسحر. شكلت الكاتبة 400 صفحة في سبعة فصول ذاخرة بمشاهد وصور وأحداث وضعتنا أمام اللؤلؤ الأسود الأندر والأغلى على جيد فاتنة استثنائية الحضور والصفات هي السودان..

"حفيدة غوردون باشا" رواية بعنوان أعجمي؛ فلماذا؟

ماذا أرادت أن تقول؟

النيلين الأبيض والأزرق هُمَا هُما على جمال اختراقهما روعة الغابات والمدن و الحقول.

بدءاً من أعالي منابع النيل؛ رمال صحراء الحبشة؛ بر الدناكل؛ وادي النهر العظيم؛ الخرطوم؛ أم درمان؛ القاهرة؛ اسبانية؛ فرنسا؛ بريطانيا، المكان الذي استحضره خيال (الراويةـ الكاتبة) بينما امتد الزمان من الحرب العالمية الثانية وما قبلها أحياناً إلى الآن حيث حرب طاحنة في السودان بين قوى متناحرة متحاربة.

هنا؛ افسحتِ الكاتبة للحلم مساحة، وللخيال ما أمكن من تحليق؛ فأنجزت رواية في لغة تشبه غابات المناطق المدارية والاستوائية غنية بالظلال واللون والغرابة والمفاجآت والعراقة بدءاً من تشابك الجذور والأنساب.

في روي وتداخل حكائي تَقَارب السّرد القصصي مع شهرزاد الحكاية فكانت؛ آن موريس الشابة آتية من فرنسا لتغطية عمل يتعلق بأبحاث أثرية كوجه لـ

-حفيدة غوردون باشا الامتداد لاسم/ بريطانية/ في المنطقة كلاهما وجهان لـ

- ست النفور رمز الأم السودانية المتجذرة في المكان والزمان.

إذن نحن أمام بطلات ثلاث في شخصية واحدة لا تُشكّل وجهَ امرأة أنثى عميقة الانتماء؛ بقدر ما تُشكّل هويةَ المكان وتاريخه وعادات المجتمعات فيه؛ كما تُشكّل حضور الغرب مع نبض حياة متغيرة بين جيل و جيل، وبين مرحلة زمنية ومرحلة، وبين المناطق والجغرافيا أيضاً؛ رغم الحروب الدائرة التي تقتل المبادئ والقيم ؛ وتقتل الشباب وتسبب الهجرات، وتجعل من بقي مضطرباً على الدوام..

يحمل لقب ست النفور الجدة طابع ربة الأسرة، جامعة أفراد العائلة الكثر تحت عنوان الإلفة والالتزام وقد أطلقه الجد على البطلة.

توسّع السّرد وتشعب بما يشبه الحكايات التي يُعرف بها السودان وسائر افريقيا عموماً فمتعة الحكي لا تنطفيء ولا يخبو نورها...

 

خطوط عريضة للرواية:

الحلم في البناء الدرامي:

كان الحلم نموذجاً إبداعياً انطلقت منه بداية الروي ما جعل القارئ يقظاً منتبهاً إلى كيفية تشكّله (الحلم)وما تبعه من صور و تداعيات أتبعتهُ الرّاوية بحلم ثان فثالث.. حيث تشابكت الغرابة مع الممكن مع الواقع و الخيال في آن؛ فأخذنا إلى العدم مرة، وإلى العبث أخرى، والى الإدهاش في كل مرة؛ كي يصل إلى هدفه ...

 

الشخصيات بين الحكاية والرواية:

الشخصيات ابنة بيئاتها فهي أوروبية في اسبانية و فرنسا ابنة حضارة تحياها هناك تختلف عنها في الطريق إلى بيت جدها حين تعرضها لهجوم من (عصابة تخطف وتغتصب).

تصبح لطيفة رقيقة دامعة العينين في المقبرة أمام ضريح جدتها وأبيها رقيقة ذكية تستدرج جدها لإقناعه برؤية حبيبها والموافقة على خطوبتهما

حبيبها الإرتيري القوي الشاب الذي تزور معه في الحلم أماكن كثيرة ، لا يتصل بها في الواقع إلا نادراً ومع ذلك تستدعي له 77عذراً ..

تقدم بيئة أفريقيا عالم القص الشعبي والطقوس والأساطير ما يجعلها خصبة اللغة والخيال والصور ينهل منها السارد مهارة وذائقة، كما تُقَدّم بيئة خصبة للجمال الطبيعي، وخصوبةً في العلاقات والعادات وأنواع الطعام والأعراس والزواج والأعياد فيها القبلية والمدنية والتنوع الإثني والديني والعرقي أثرت فيها المنازعات بين القبائل والدول وحروب الكبار على أرضها مما عمّق الغربة و التوتر والهجرة القسرية والطوعية.

 

تعدد الأماكن وتنوع الجغرافية:

جعل الرواية رغم تشعبها وتشابك شخصياتها وفصولها لا تنتمي إلى مكان وعادات ولغة وحسب؛ وإنما تنتمي إلى العالم الجامع في إنسانية واحدة.

الأب من دين وطائفة والأم من دين آخر والجد ينتمي إلى قبيلة وجغرافيا ولغة وعادات..

يتبع الحفيد (كل هؤلاء الذين اجتمعوا في واحد) تجذرت فيه الأصول ونبتت حوله عشرات الحالات المشابهة المتشابكة.

هذا ما قدمته الراوية على طبق السرد مع كل من الجد زكريا، قرشي كيدان، ناصر، حُسنى(الجمال والأمومة) العمات والخالات والصديقات.... فكتبت عن كل شيء بما فيه الحب العصابات الزواج والذهاب إلى النيل لنيل البركة.

 

تداخل الأسماء والأحداث

الأسماء في الرواية:

أسماء الأشخاص صفاتهم القوة الرجولة خوض الحروب الشهداء ثم أسماء المرافئ والشواطئ والمطارات الشوارع المدن الأحياء القرى الطعام البهارات الفنادق المطاعم الكافيهات كمادة للسرد.

أجيال متعددة وتفاعلها مع تاريخ طويل من المتغيرات.

الأحداث التاريخية الحروب الثقافات العادات الأديان التعصب للدين والمذهب التشابك الشديد لدرجة التعقيد بين الذاتي والعام.

ممارسات أراها متناقضة:

البطلةُ تحب صديقتها حُسنى التي تقف إلى جانبها في المرض، ومع ذلك تخونها مع زوجها، فيما بعد تترك كل شيء وتذهب للبحث عنه في ارتيريا.

البكاء طقس شعبي قائم لدى جميع الأعمار وفي كل مكان، البكاء على الأبناء والأحبة والأضرحة عالم له شخصياته وأحداثه وبُنَاها وحقول دلالة تشير إلى تاريخ مجتمعات وأماكن أثرية.

يصعب على القارئ تمييز خط سير الرواية من صفحات عشر..

يحتاج أن يغوص في عوالم الشخصيات مع الكاتبة الحرة البعيدة عن الكتابة التقليدية بأسلوب تعدد الرواة، بتوظيف الحلم، بتشكيل خطوط السرد، كل شخصية على حدة وكأن لكل راو حكاية غنية متشعبة لا تشبه سابقتها أو سابقاتها.

عوالم وأزمنة متفاوتة بين فرنسا القاهرة الطائرة السودان قبل الحرب العالمية الثانية، أثناء الحرب وبعدها أثناء حروب الجوار الحرب الأهلية منابع النيل البحث عن الذهب حرب العلمين حرب السودان الأخيرة الدعم السريع، فترة استقلال الجزائر استقلال المغرب....

الرواية عامرة بتواريخ ومتغيرات مستمرة ساهمت في بناء حركة الشخصيات عبر تاريخ امتد بين الجد ووالده والجدة والأبناء والأحفاد في بيئة منوعة الطوائف والديانات متآلفة في كل شيء، متفقة على رفض الزواج من طائفة أخرى وحين يقرر الحبُّ التمرد على تلك التعاليم الفاصلة بقي رهين ندم واضطراب علاقات طوال الحياة الزوجية....رغم الانتقال إلى بريطانيا وفرنسا واسبانيا.

ست النفور البطلة آن موريس القادمة من فرنسا لإجراء بحث لصالح مؤسسة السيدة المتهورة/ سين/

وصلت مسبقاً إلى الخرطوم ثم أم درمان لتهيئ الفرصة لحضور خطيبها لكسب موافقة جدها على خطوبتهما.

كيدان متزوج من أجنبية لا تسمح له القوانين بالطلاق كما أنه يحب زوجته.

استثمرت الراوية كما هائلاً من الصور والأفكار في مشاهد لا تقف على فكرة ولوحة ومعنى بل تتجاوز إلى ما هو أعمق وقد استثمرت فن الحكاية بغناه وتشويقه وغرابته وقد ذكرني بألف ليلة وليلة (التماهي بين الخيال والحلم والحقيقة والأسماء والأماكن بما يدعم حاجة الراوي ويوظفها بلغة حية مقنعة).

حين قال نزار قباني عن سيدات السودان بأنهن جواهر لم يكن بعيداً عن الحقيقة.

الحب هو الكائن الهلامي الوحيد الذي لا يستطيع المرء في هذه البلاد التحكم به أو السيطرة عليه ولا الاستغناء عنه، يولد مع المرء وينمو كما الجسد والوعي ويترك كل شيء جانباً كي يحقق السعادة التي لا يحققها أي شيء آخر.

وتبقى تجارب الحب فردية تصيب كالسهم أو تخطئ فيتوه المرء إلى الأبد..

الحب لم يكن وحده الخيط الناظم للرواية...الخيط الناظم هو اضطراب الحالة التي تعيشها الشخصيات..

السبب الأساسي هو الحب والمغامرة ثم قدوم آن موريس للعمل لصالح شركة غربية ترأسها (الآنسة سين) وهي شخصية إشكالية لها هدف معلن وأهداف غامضة..

الخيط المستمر هو التوتر الذي تحياه المنطقة ظاهراً بينما في الخفاء تمارس قوى كبرى أقصى ما تستطيع كي تستحوذ على منابع الثروة.

فهل جاء التلميح في العنوان (حفيدة غوردون باشا ابنة المكان ولها حق فيه)؟

من هنا تصبح الأهداف الفردية باهتة في سياق الحروب؛ فسبب الحرب هو تلك اللآلئ الأغلى على(جيد البلاد) الجميلة الفاتنة.  

ضرورة العودة إلى فرنسا وبريطانيا كوطن بديل رغبة بالاستقرار والكتابة والتأليف...المنازعات هنا والاستقرار والازدهار هناك.

موت البطلة ملحوظ

رغم ذلك تستمر الأحداث لإقفال الدوائر المفتوحة..

تتحق النهايات في أوروبا حيث مسقط رأس جيلين على الأقل، فمن تتوه الحياة عنهم في بلادهم الأصلية تجدهم هناك بين مطعم وجامعة ومحطة مترو أو قاعة انتظار.

أشعر أن لكل عمل روائي نكهة حضور ومادة تفرض ذاتها على القارئ فتنعش في وجدانه شيئاً أو وعياً، وتحييه..

 

شكراً للكاتبة تسنيم طه ....شكراً جزيلاً.

جدوى عبود/ سورية



نُشر بتاريخ 15 نوفمبر في صفحة المنتدى العربي للنقد المعاصر :

https://www.facebook.com/share/p/1CBpqYHY9H/


#حفيدة_غردون_باشا  #تسنيم_طه #رواية


مَوْسِمُ العَوْدِة إلى الشَّمال

قِصَّة قَصِيرة: مَوْسِمُ العَوْدِة إلى الشَّمال