الجمعة، 28 سبتمبر 2018

رش اللبن بوجه العروسين ..”الفأل الابيض”: آخر طقوس الزواج !

 


العادات السودانية كثيرة لا تحصى ولا تعد، لكن الكثير منها اندثر لتغيرات الحياة ودخول العولمة والتكنولوجيا في حياتنا، فأصبح الكثيرون منا لا يعملون بها ولا يأبهون لها وأن وجدت فتكون بطريقة مستحدثة.

ومن تلك العادات عادة رش اللبن، وهي من العادات الجميلة التي كانت تصر عليها الحبوبات في مناسبات الزواج وبالتحديد عند الجرتق باعتباره جزءًا من طقوسه المهمة، فبعد وضع الضريرة كما تسميها الحبوبات (الريحة الناشفة )، ويكون العروسين متجهين على القبلة، وتكون حولهم الحبوبات، وتبدأ الزغاريد وأغاني السيرة، وبعد انتهاء الجرتق يكون هنالك إناء صغير (كباية ) مملوءة باللبن موضوعة بصينية الجرتق هذه، ويقوم العريس برشف جزء من اللبن الحليب من الكوب، وبغتة يحاول رش أو(بخ) جزء منه، على وجه العروس، وفي هذه اللحظة تكون العروس حذرة حتى لا يصيبها العريس أو يرشها اللبن على وجهها وتكثر الزغاريد والصفقة ثم تقوم العروس بذات الفعل، حيث تملأ فمها باللبن وترش العريس ويكون حذرا أيضاً حتى لا يؤخذ على حين غرة، باعتبار إذا أصاب أحدهما الآخر فيكون قد فاز عليه.

 ولكن في الوقت الحالي تجد الكثير من العرسان لا يقومون بهذه العادة ويعتبرونها نوعا من الخرافات وتؤدي إلى تلطيخ ملابس العرسان، وهناك من تجده يقوم بوضع أصبعه بداخل إناء اللبن أو كوب اللبن ويرش به العروس، وتقوم العروس بذات الفعل طريقة مستحدثة.

وتقول الحاجة عائشة شيخ إدريس: رش اللبن أو بخ اللبن من العادات السمحة التي تقوم بها أم العروس لبنتها يوم عرسها، خاصة أثناء عملية الجرتق، وتكون بحضور مجموعة كبيرة من الجيران و(الحبان) نسوان ورجال لا فرق بينهم، لابد من حضور أصحاب العريس وأهل العريس وبالتأكيد لابد من حضور صويحبات العروس، وفي طقوس رش اللبن أو بخ اللبن لابد أن يرش أحدهما الآخر وتكون مثل المباراة إذا رش أحدهما الآخر باللبن يزغرد له أكثر كأنه فاز، ويبدو بتشجيع الآخر حتى يأخذ بثأره في جو مفعم بالفرح والسرور، حيث يصيب الآخر برشة لبن وتزداد الزغاريد من أهل الطرفين العروس والعريس والصفقة والضحك، والهدف الأساسي من رش اللبن جلب الفأل الطيب كما يعتقدون، وأن حياتهم سوف تكون كلها بيضاء. وتعتبر عملية رش اللبن آخر طقوس الزواج.

 **-**

نُشر بتاريخ 27 سبتمبر 2018، في موقع أسرار ميديا

لقراءة المقال من مصدره:

http://asrarmedia.com/%D8%B1%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86-%D8%A8%D9%88%D8%AC%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A3%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%B6-%D8%A2/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق