الأحد، 18 أغسطس 2024

حوار: صوت جديد: مع تسنيم طه

 باريس- العربي الجديد



■ما الهاجس الذي يشغلكِ هذه الأيام في ظلّ ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟
ليس هاجسًا وإنما تساؤلات عديمة الأجوبة. صحيح أن ما نراه يحدث لأهلنا في غزة، مؤلم جدًا، وفظيع. ولكن لماذا كل تسليط هذه الأضواء على هذه البقعة الجغرافية، بينما بقاع أخرى من الأرض تئن وتتألم وتجابه أهوالًا أكبر وفظائع من حرق وقتل ونهب واغتصابات وتعذيب وتشريد ونزوح، دون أن يعرف العالم عنها شيئًا، وأهمها وطني ووطن أهلي: السودان؟

■ كيف تفهمين الكتابة الجديدة؟
لو كان السؤال فيما يخص المحتوى الكتابي، التجديد هو مخالفة التقليد والمتعارف عليه، أو إحداث تغييرات عليهما. وقد تكون هذه التجديدات في الهيكل أو القالب البنيوي للنص الأدبي، أو طريقة طرح الأفكار. ولو كان يخص طرق الكتابة للأجيال الشابة التي عاصرت عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، فإن هناك كثير من التجديدات التي طرأت على هذه صنعة الكتابة، تجديدات يجد الكاتب نفسه أمامها بين مطرقة السُبل السريعة السهلة وبين سندان الحفاظ على بصمة الإبداع الخاصة به.

■ هل تشعرين نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
لا أستطيع تصنيف نفسي أو رسم ملامح دقيقة لما أقدمه من كتابات، سواء في القصة أو الرواية أو المقال. فقط أشعر بأنني مسؤولة أمام نفسي بأن أبحث عن طرق لتطوير أدواتي الكتابية، وأن أكتب ما يؤرقني وما يثير اهتمامي من مواضيع، وأن أصغي لصوتي الداخلي بدون السماح للعوامل الخارجية أن تقمعه. أما انتمائي، فأنا أنتمي لكل الأجيال التي تجمعني بهم وحدة الرؤية ومشاركة الهموم والأهداف والذائقة الأدبية. فالحقبة الزمنية لا تهم كثيرًا.
■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
علاقتي جيدة مع جميع الأجيال التي تعرفني وأعرفهم، وتجمعني بهم قواسم مشتركة.

■ كيف تصفين علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
بدأت تتطور وتزدهر وتنتعش لفترة قليلة بعد الثورة، قبل أن تنتكس بعد اندلاع الحرب العام الماضي، بعد استحالة الرجوع إلى السودان، الذي لفظ أهله المثقفين منهم وغير المثقفين إلى المنافي.

■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
صدرت روايتي الأولى "صنعاء-القاهرة-الخرطوم" بعد فوزها في مسابقتين (جائزة كيميت للرواية العربية، ثم جائزة دار المصرية السودانية الإماراتية)، وكان عمري وقتها 38 عامًا.

■ أين تنشرين؟
ليس لديَّ ناشر واحد. ولأن جميع أعمالي فازت بجوائز أدبية، فقد تم نشرها حسب الجهة المنظمة للجائزة. روايتي الأولى "صنعاء القاهرة الخرطوم" نُشرت دار المصرية السودانية الإماراتية ضمن مبادرة "غلمان الأدب"، وعملي الثاني، مجموعة خلف الجسر" القصصية، نُشرت مع دار حروف منثورة، بعد فوزها بالمركز الأول في مسابقة منف للآداب العربية لعام 2020. أما مجموعة "مخاض عسير" القصصية، فقد نُشرت مع دار مقام، بعد فوزها بالمركز الأول في مسابقة تراجم للكتابة الإبداعية لعام 2021. وعملي الأدبي الرابع، رواية سهام أرتميس" فقد نُشرت مع دار "مسعى"، بعد فوزها بالمركز الأول في مسابقة "فريد رمضان للرواية العربية لعام 2022.

■ كيف تقرئين وكيف تصفين علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
أنا قارئة في المقام الأول، وقارئة نهمة، أقرأ في مختلف المجالات، وأحب أكثر كتب الأدب والفلسفة والتاريخ والعوم الإنسانية والتصوف وحضارات الشعوب والأديان وكتب تطوير الذات. في الغالب، أخطط لقراءاتي، وأجري عملية بحث مسبقة عن أهم الكتب في المجال الذي أريد القراءة فيه. ولكن أحيانا تُرسل لي الصدف والأقدار أشياء أجمل مما أكون قد خططت له.

■ هل تقرئين بلغة أُخرى إلى جانب العربية؟
نعم أقرأ كثيرًا باللغة الفرنسية، وأحيانًا قليلة أقرأ بالإنجليزية وبالإسبانية، ونادرًا جدًا بالألمانية.

■ كيف تنظرين إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تكوني كاتبة مترجَمة؟
الترجمة جسر بين الثقافات، ونافذة لآفاق جديدة. وبالتأكيد لديَّ رغبة في أن تترجم أعمالي، وقد شرعتُ بالفعل في ترجمة بعض نصوصي بنفسي إلى اللغة الفرنسية.

■ ماذا تكتبين الآن وما هو إصدارك القادم؟
أنهيتُ كتابة مجموعتي القصصية الثالثة خلال شهر رمضان، وهي الآن في مرحلة الاختمار قبل العودة إليها لتحريرها ثم نشرها قبل نهاية عام 2024، أو مع تباشير عام 2025.
وفي الوقت الحالي، أعمل بالتوازي على إنهاء ترجمة رواية من الفرنسية إلى العربية، وعلى وضع اللمسات الأخيرة على روايتي الثالثة، التي سأكشف عن اسمها قريبًا بمجرد توقيع العقد مع دار النشر.


--------
لقراءة الحوار من مصدره: https://edgs.co/8tklz

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق